بسم الله الرحمن الرحيم
وبه وحده نستعين
يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام
القائد النموذجي في إدارة الأزمات.
إن الحمد لله الواحد المنان هازم الاحزاب ؛ خالق الأرض والسموات ؛ ومجرى برحمته السحاب وبفضله ومنه نزل الكتاب سبحانه من ينجي عباده الصالحين عند إنقطاع الأسباب ؛ والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
الصادق الأمين قبل البعثة وهو بالمؤنين رؤوف رحيم ؛؛؛
سؤل الصادق المصدوق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم من الكريم قال : الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم هو يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام اجمعين ؛ وأنوه في قصة النبي الرسول الكريم يوسف عليه الصلاة والسلام دون تفصيل
الصفات الحديثة للقائد الفعال والحقيقي كما تعلمنا من علماء الإدارة في العصر الحالي.
* تعريف القائد : هناك تعريفات كثيرة للقائد آلاف التعريفات ولكن ما أعجبي تعريف مختصر وشامل تعريف أستاذنا القدير الدكتور / طارق السويدان حفظه الله
القيادة : القدرة على تحريك الأفراد نحو الهدف وهذا التعريف المطلق للقائد ؛ وسنتناول إدارة النبي المرسل القائد يوسف عليه الصلاة والسلام وإدارته الأزمة الإقتصادية بمصر والمناطق المجاورة لمصر .
الدراسات الحديثة الإدارية تقول كما عرفنا من أساتذتنا أن أعلى درجات صفات القائد بالترتيب
أولا:- المصداقية
Credibility (Honest)
والمصداقية = مستحق الثقة + الرقابة الذاتية + المبادرة إنجاز المهام المطلوبة
( المبادأة والمبادرة ).
ويتمثل في صدق سيدنا يوسف الحديث ووصفه الملك الآية
"أمين وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين "
وصدقه حينما إتهم في عرضه حينما راودته إمرأة العزيز ودفع التهمة عن نفسه وقال " هي راودتني عن نفسي " وفيما بعد حينما تيقن الملك من براءته وقال لهن " إذ راوتن يوسف عن نفسه "
ثانيا:- الرؤية المرشدة
Vision (forward looking)
ويتمثل رؤيته المرشدة المستمدة من علام الغيوب سبحانه حينما فسر رؤيا الملك ( سنين القحط والجفاف ) ؛ وعمل خطة إستراتيجية فريدة حينما أصبح العزيز ( وزير مالية مصر ) ؛ من شروط القائد أن يكون له أتباع مخلصون حتى ولو مجموعة قليلة جدا من الأفراد .
وفي المدة التى قضاها سيدنا يوسف في السجن بضع سنين ( 7 إلى 9 سنوات ) كان يبلغ رسالته حتى أن بعض المفسيرين قال أن معظم السجناء آمنوا به كرسول ونبي مما تبين لهم من صلاحه وحسن إدارته للسجن حتى أن يوسف أدار السجن إدارة أثرت حتى على سلوك السجناء معظمهم حتى ذكر في القرآن ( إنا نراك من المحسنين )؛ حينما أراد ان ينفذ خطته إختار اتباعه إذا أمر بإخراج السجناء ( المؤمنين ) وقلدهم أرفع المناصب على جميع أرجاء مصر وذلك لتنفيذ خطته الإستراتيجية وإختار المؤمنين حتى يستطيع ان ينفذ خطته بدقة فالأتباع يكملون القائد ( فريق عمل ).
ثالثا:- التحفيز
Inspiring
والتحفيز له أدواته ونذكر منها بعضها وقد وإستخدمها النبي يوسف عليه الصلاة والسلام
(1)- الإستحواذ على القلوب
Emotion
كان الجميع داخل السجن يحبونه من سلوكه وإستطاع يوسف عليه الصلاة والسلام من تغيير سلوكياتهم وهكذا القائد القدرة على تحريك الأفراد نحو الهدف "
فما كان من السجناء وأتباع النبي يوسف إلا أن أطاعوه فإن المحب لمن يحب مطيع ؛ ففي المنظمات إن كان الموظفون يحبون قائدهم سوف يبذلون المجهود بإخلاص لأنهم يحبون القائد وهكذا كان المسئولون عن عملية تخزين القمح وحفر الآبار إستعدادا لسنوات القحط.
التمكيـــــــــــــن
Empowerment
التمكين ووزع على جميع بلاد مصر مراقبين من زملائه بالسجن!! لأنهم مؤمنون لكي يشرفوا على بناء خزانات القمح وحفر الآبار أثناء الرخاء وذلك لمجابهة القحط ولم يتبع أسلوب الجاسوسية أعطاهم توجيهات وترك لهم المسئولية وهكذا يكون القائد الفعال يكون حوله قادة وطبعا عندما تبين
للنبي يوسف حسن إدارتهم وذكائهم وأمانتهم بعد الإيمان فهكذا الإيمان دائما يحسن من سلوك الأفراد.
ونلاحظ مدى تواضع وأمانة وإخلاص النبي الكريم يوسف عليه السلام حينما أكرمه الله واخرجه من السجن لم يتكبر على هؤلاء المساكين المسجونين بل حولهم إلى قادة بعد ان كانوا سجناء عبيد!! ؛ وانظر الآن إلى حال المساجين حتى ولو سجن بريئا تتبعه خطيئته حتى الموت!! ؛ هل هذا منهج الأنبياء؟؟!! أليس الأنبياء هم القدوة في هذه المواقف ؟؟!!
فالويل كل الويل اللذين يمارسون القهر والذل ضد السجناء بعد خروجهم من السجون!! .
رابعا:- الذكاء
Inelegance
على الرغم من أنه نبي مرسل إلا أنه عليه السلام كان حاد الذكاء ( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما )
( الآية) ؛ حيث يقال أنه إستطاع بذكائه الخارق بفضل العلي الكريم سبحانه إستطاع أن ينجح في تخزين القمح لمدة سبع سنين وعندما حاول كهنة المعابد الكافرين في مصر تقليده فشلوا إذا لم يعرفوا السر ؛ وهو أن يوسف عليه الصلاة والسلام خزن القمح بالسنابل وكثر من عدد المخازن في جميع أنحاء البلاد في مصر( في مدينة إدفو بأسوان يوجد أحد مخازن يوسف عليه السلام حتى الآن!! . )
ولكن الكهنة من جشعهم أرادوا ان يوفروا تكلفة المخازن فخزنوا القمح من غير السنابل ( فأكله السوس بعد سنة واحدة فقط ).
خامسا : الكفاءة
ِCompetent
إستطاع الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم بفضل الله الواحد الوهاب أن يدير الأزمة الإقتصادية
بكفائة عالية ومتميزة ؛ ليست بمصر بل في جميع المناطق التي تقع حول مصر لأنه كان قائد عظيم وربى حوله قادة عظام بعد ان كانوا في ظلمات السجون أصبحوا قادة يحركون أمم وواجه الأزمة ببراعة وامانة وكفائة مشهودة من ملك مصر آنذاك حتى ان النبي الكريم يوسف عليه الصلاة والسلام كان يبيع القمح بنفس السعرقبل الجفاف لم يرفع الأسعار!!؟؟ ؛ كما أنه وفر طعام الحيوانات
من السنابل وأي كفائة إقتصادية أعلى من ذلك .
تاملوا معي نقاء ومصداقية وأعلى درجات كفائة هذا الوزير النبي القائد العظيم على الرغم من الأزمة الإقتصادية الكبيرة التي لم تمر على مصر وعلى جميع المناطق حولها مثلها لم يشتك أحد من قلة الزاد أو غلو الأسعار وإنهيار التجارة لا في مصر ولا في جميع المناطق المحيطة بمصر .
قارنوا هذا والمسئولون الحاليين في جميع الدول يتحججون بأعذار واهية ؛ القارىء أعلم مني بتفاصيلها ؛ و نقول لهم أنظروا ليوسف عليه الصلاة والسلام الوزيرالقائد كيف أدار الأزمة وأي أزمة اكبر من ذلك!!!؟؟؟ قحط سبع سنين لا ماء ولا زرع ؟؟
فهل من حجة للمسئولون في الدول أن تكون الميزانيات بالخسارة؟؟!!! .
فيوسف عليه الصلاة والسلام في أعلى درجات الفقروالقحط عاش هو والشعب وشعوب المنطقة كلها في رغد إنها المصداقية ؛ إنها الأمانة ؛ إنها الإخلاص ؛ إنها الخوف من الجليل جل جلاله ؛ فأين لنا كأمة بمثل يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام ؟؟؟؟؟!!!!!
صدق الصادق المصدوق الرسول والنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم إذا لقبه
الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم.
وبعد هذا النجاح في إدارة الأزمة المالية الإقتصادية والعقدية والسلوكية ؛ لم يتكبر ولم ينتقم من إخوته الذين غدروا به وظلموه وعفى عنهم ؛ وتوجه لأكرم الأكرمين سبحانه ؛ وقال كما ذكرت في سورة يوسف
" رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين " ؛ بعد النجاح والتمكين بفضل الله رب العالمين لم يغتر القائد الوزير ويتمنى أن يحسن الله سبحانه وتعالى خاتمته ؛ نبي مكرم ويتمنى أن يلحقه الله بعباده الصالحين ؛
فأعلى درجات القيادة الناجحة؛ التواضع وعدم التكبر عند أعلى درجات الإنجاز والنجاح.
وكما قال الإمام الشافعي عالم العلماء رحمه الله
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ
أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيتـه
أدفع الشر عنـي بالتحيــــــات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كما أن قد حشى قلبي محبــــات
الناس داء ودواء الناس قربهم
وفي اعتزالهم قطع المـودات..
وأخيرا نرفع أكفنا إلى خالق السموات والأرض أن يرزقنا بقادة يحبون الآخرة قدر حب الكفار للدنيا
الهم إن كنا نجزع ولا نصبر فهذا من ضعفنا فاعف عنا يا أكرم الأكرمين ؛
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته