بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
.....................................
فضل هذه الايام الطيبة .. هي العشر من ذي الحجة
..........................................
فالحمد لله الذي جعل مواسم للخيرات لاستدراك ما نقص وفات وعظّم فيها الأجور والدرجات
ومن تلكم المواسم عشر ذي الحجة التي قال الله فيها ( ويذكروا الله في أيام معلومات)
وقال فيها تعالى مقسما ( والفجر وليال عشر )
قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير
{ وليال عشر } هي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين
وقال السيوطي رحمه الله في الدر المنثور وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن الضحاك بن مزاحم في قوله : وليال عشر قال : عشر الأضحى أقسم بهن لفضلهن على سائر الأيام
فضائل عشر ذي الحجة :ـ
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام يعني عشر ذي الحجة قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ] رواه البخاري وغيره
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ] رواه أحمد وغيره وفي إسناده مقال ويشهد له ما بعده
وقال البخاري : وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما
ومن فضائل هذه العشر أنها مشتملة على يوم عرفة
الذي ثبت في صحيح مسلم رحمه الله عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : [ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة فقال : أحتسب على الله أن يكفر به السنة الماضية والاتية]
ومشتملة على يوم النحر الذي هو يوم الحج الأكبر كما جاء عن علي رضي الله عنه وهو في صحيح الجامع
وقد ورد في حديث أنه أفضل الأيام عند الله كما جاء عن عبدالله بن قرطرضي الله عنه مرفوعا (أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر)
قال الشيخ الألباني رحمه الله : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1064 في صحيح الجامع
وبالجملة فهذه العشر قد قيل إنها أفضل أيام السنة كما نطق به الحديث وفضلّه كثير على عشر رمضان الأخير
لأن هذا يشرع فيه ما يشرع في ذلك من صلاة وصيام وصدقة وغيره ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض الحج فيه
وقيل ذلك أفضل لا شتماله على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وتوسط آخرون فقالوا : أيام هذا أفضل وليالي ذاك أفضل وبهذا يجتمع شمل الأدلة والله أعلم
وأخرج البزار وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي رحمهم الله عن جابر رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أفضل الأيام أيام العشر - يعني عشر ذي الحجة - قيل : وما مثلهن في سبيل الله ؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول : انظروا عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ويستعيذون من عذابي ولم يروه فلم ير يوما أكثر عتقا وعتيقة من النار منه
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفضل أيام الدنيا العشر يعني عشر ذي الحجة قيل ولا مثلهن في سبيل الله قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب الحديث
رواه البزار بإسناد حسن وأبو يعلى رحمهم الله بإسناد صحيح وقال الالباني رحمه الله صحيح لغيره
وقوله (ما من أيام العمل الصالح فيهن )
أي عمل كان من قيام وتكبير وصدقة وغيرها من أعمل البر
أمّا الصيام فقد جاء فيه خلاف
قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد
وأما صيام عشر ذي الحجة فقد اختلف فيه فقالت عائشة رضي الله عنها :ما رأيته صائما في العشر قط ذكره مسلم رحمه الله في صحيحه
وقالت حفصة رضي الله عنها : أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : صيام يوم عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر وركعتا الفجر ذكره الإمام أحمد رحمه الله
وذكر الإمام أحمد عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم تسع ذي الحجة ويصوم عاشوراء وثلاثة أيام من الشهر أو الاثنين من الشهر والخميس وفي لفظ : الخميسين والمثبت مقدم على النافي إن صح
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم
الحديث (عن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط
ش ( في العشر ) قال العلماء هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة قالوا وهذا مما يتأول فليس في صوم هذه التسعة كراهة بل هي مستحبة استحبابا شديدا لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة
وجاء في كتاب الباعث على إنكار البدع (( ومن الأزمان ما جعله الشرع مفضلا فيه جميع أعمال البر كعشر ذي الحجة وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر أي العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر فمثل ذلك يكون أي عمل من اعمال البر حصل فيها كان له الفضل على نظيره في زمن آخر))
وقال الحافظ رحمه الله في الفتح (واستدل به _ أي حديث ابن عباس_على فضل صيام عشر ذي الحجة لاندراج الصوم في العمل )
وقال أيضا ((ولا يرد على ذلك ما رواه أبو داود وغيره عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما العشر قط لاحتمال أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يفرض على أمته))
]